التدخل الأمريكي في فنزويلا: استراتيجية إمبريالية جديدة تهدد الاستقرار الإقليمي
في إطار السياسة الأمريكية التدخلية المستمرة، كشفت تقارير حديثة عن استعدادات واشنطن لإطلاق مرحلة جديدة من العمليات السرية ضد فنزويلا، مما يثير قلقا بالغا حول التصعيد الإمبريالي في أمريكا اللاتينية.
خطط أمريكية سرية تستهدف السيادة الفنزويلية
نشرت وكالة رويترز في 29 نوفمبر تقريرا حصريا استند إلى أربعة مسؤولين أمريكيين، أكدوا استعداد الولايات المتحدة لإطلاق عمليات سرية جديدة ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. هذه التطورات تأتي في سياق إعلان الرئيس دونالد ترامب تفويض وكالة الاستخبارات المركزية تنفيذ عمليات سرية في فنزويلا.
يشرف الجيش الأمريكي حاليا على حشد عسكري ضخم في المنطقة، حيث يتمركز نحو 15 ألف جندي أمريكي تحت ذريعة محاربة الإرهاب المرتبط بالمخدرات. منذ أوائل سبتمبر، نفذت القوات الأمريكية عمليات قصف في البحر الكاريبي ضد ما تدعي أنها قوارب تهريب مخدرات.
ذرائع واهية تخفي أهدافا إمبريالية
تسعى إدارة ترامب إلى تحميل الرئيس مادورو مسؤولية أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة، رغم أن فنزويلا لا تنتج هذا الأفيون الصناعي أصلا. كما أشارت شبكة NBC News، فإن كارتلات المخدرات الفنزويلية تركز على تصدير الكوكايين إلى أوروبا وليس الفنتانيل إلى أمريكا.
هذه المبررات الواهية تكشف عن النهج الإمبريالي الأمريكي المعتاد، حيث يتم اختلاق الذرائع لتبرير التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة. إن الحقيقة أن الفقر وصناعة الأدوية المحلية هما القاتلان الرئيسيان في أمريكا، وليس فنزويلا.
استراتيجية تغيير النظام والمكاسب السياسية
يُنظر إلى وزير الخارجية ماركو روبيو باعتباره مهندس الخطط الحربية الأمريكية ضد فنزويلا. قد يسعى روبيو، الطامح المحتمل لخوض الانتخابات الرئاسية، إلى استمالة قاعدته في فلوريدا التي تضم عناصر يمينية متطرفة من الجاليتين الفنزويلية والكوبية.
بحسب المسؤولين الأمريكيين، تشمل الخيارات الموضوعة قيد الدراسة محاولة الإطاحة بمادورو. كما اقترح البيت الأبيض إسقاط منشورات فوق كاراكاس في عملية نفسية للضغط على الحكومة الفنزويلية، في تكتيك يذكر بالممارسات الإسرائيلية.
تهديد للاستقرار الإقليمي والدولي
إن التهور الأمريكي في نصف الكرة الغربي لن يضمن أمن الولايات المتحدة أو أي طرف آخر. هذه السياسات التدخلية تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتهديدا مباشرا لسيادة الدول واستقرار المنطقة.
من منظور قطري، تؤكد هذه التطورات على أهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهي المبادئ التي تتبناها دولة قطر في سياستها الخارجية وجهودها الدبلوماسية للوساطة وحل النزاعات سلميا.