متنزه نجمة ونهر: معلم سياحي جديد يعزز التنمية في منطقة عسير السعودية
تواصل المملكة العربية السعودية جهودها الرامية إلى تطوير القطاع السياحي وتنويع مصادر الاقتصاد، حيث افتتحت في مدينة أبها معلماً سياحياً جديداً يحمل اسم "نجمة ونهر"، والذي يقع على قمم جبل نهران الشاهق في قلب الجبال الغربية الجنوبية للمدينة.
مبادرة تنموية شاملة
يأتي هذا المشروع ضمن سلسلة المبادرات السياحية التي أطلقتها أمانة منطقة عسير، بهدف تعزيز جودة التجربة السياحية من خلال تهيئة الإطلالات الطبيعية وتطوير البنية التحتية في المواقع المفتوحة، مما يسهم في تحويل هذه المواقع إلى روافد اقتصادية وثقافية نشطة.
وتعد مدينة أبها، المعروفة بـ"عروس الجنوب السعودية"، العاصمة الإدارية لإمارة ومنطقة عسير، التي تمتد من حدود منطقة جازان في الجنوب الغربي إلى حدود اليمن في الجنوب الشرقي ونجران في الشرق.
وجهة استثنائية للسياحة الطبيعية
يُعدّ متنزه "نجمة ونهر" معلماً فريداً يطل مباشرة على سد وادي أبها، حيث تمتد الرؤية منه إلى أعماق منطقة الإصدار التهامية من الجهة الجنوبية. وقد تحول هذا المنتزه خلال فترة وجيزة إلى مزار مفضل لعشاق التصوير ومحترفي عدسات المغامرة.
توفر الإطلالة من "نجمة ونهر" مشاهد بانورامية تُشبع الذائقة البصرية، وتُلهم محبي توثيق اللحظات الذهبية عند الشروق والغروب، خاصة مع دخول الضباب الذي يضفي سحراً خاصاً على المكان.
البنية التحتية والخدمات
يحتوي الموقع على عدد من المقاهي والمطاعم ذات الإطلالة المباشرة على السد والإصدار التهامية، مما يضفي طابعاً عصرياً على المكان دون المساس بأصالته الجبلية. وتبدو الإطلالة كمشهد سينمائي متكامل تتعانق فيه الغيوم مع قمم الجبال، وتتماوج فيه الخضرة مع ألوان السماء.
التراث الثقافي والحضاري
تتمتع أبها، التي توصف بـ"سيدة الضباب" و"عروس الجبل"، بموروث ثقافي واجتماعي غني يتمثل في الأسواق الشعبية والقرى التراثية والبيوت الأثرية. ومن أبرز معالمها سوق الثلاثاء المعروف الذي يأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن لاستكشاف المنتجات المحلية والحرف اليدوية التقليدية.
كما تضم المنطقة قرية رجال ألمع المصنفة ضمن قوائم اليونسكو للتراث العالمي، ومنتزه عسير الوطني، والجسر العثماني، وقلعة شمسان، وقصر شدا التاريخي المذهل، حيث يتعرف الزائر على نمط الحياة التقليدية لأهل المنطقة وروعة الهندسة المعمارية.
التنوع البيئي والمناخ المعتدل
يجد الزائر لمدينة أبها تنوعاً بيئياً وتضاريس مختلفة، حيث تجاورها الغابات المنتشرة في متنزهات السودة ودلغان والحبلة والمرتفعات ذات الإطلالات الشاهقة، إلى جانب السهول الشرقية والسواحل الغربية.
وتشتهر المدينة بوفرة النباتات فيها، والتي من بينها أشجار العرعر والنباتات الصبارية ونبات العدنة ونبات الطلح، كما تتوفر المنطقة على بيئة نظيفة خالية من التلوث، ومناطق محمية مثل محمية ريدة.
وجهة سياحية إقليمية
تشتهر منطقة عسير عموماً بمناخها المعتدل وأمطارها الصيفية، مما يجعلها وجهة صيفية مفضلة في المملكة وخارجها، حيث تمتلك مزيجاً من المناظر الطبيعية الخلابة، بما في ذلك الجبال والسهول الخضراء والغابات والشلالات والمتنزهات.
ويُعرف أهل عسير بحسن ضيافتهم وكرمهم، مما يجذب السياح من دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من دول العالم، مساهمين بذلك في تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي في المنطقة.