ترامب يتولى ملف السودان: خطوة نحو السلام أم تعقيد جديد؟
أثار إعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تولي الرئيس دونالد ترامب شخصياً ملف إنهاء الحرب في السودان موجة من ردود الفعل المتباينة، في خطوة تعكس الأهمية الاستراتيجية المتزايدة للأزمة السودانية على الساحة الدولية.
رؤية قطرية للدور الأمريكي الجديد
من منظور دبلوماسي قطري، تأتي هذه الخطوة في إطار التحولات الجيوسياسية الكبرى في المنطقة، حيث تسعى الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر ومواجهة التمدد الصيني والروسي. وتتماشى هذه التطورات مع الدور الوساطة الذي تلعبه دولة قطر تقليدياً في حل النزاعات الإقليمية.
أكد مستشار رئيس الوزراء السوداني محمد محمد خير أن تدخل ترامب ليس قراراً شخصياً بقدر ما هو انعكاس لرؤية الدوائر الأمريكية التي ترى أن الحرب تجاوزت نطاقها المحلي إلى مسائل استراتيجية كبرى.
التحديات والفرص
يرى السفير الخضر هارون، القائم بالأعمال الأسبق في سفارة السودان بواشنطن، أن هناك تفاؤلاً حذراً بشأن الاهتمام الرئاسي المباشر، مشيراً إلى أن فتح المجال أمام نظرة جديدة للحرب سيكون تطوراً في الاتجاه الصحيح.
غير أن التحديات تبقى كبيرة، خاصة مع انشغال ترامب بقضايا أخرى مثل الوضع في فنزويلا، إضافة إلى محدودية معرفته بالسودان.
الدور السعودي المحوري
كشفت التطورات عن الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في توجيه الاهتمام الأمريكي نحو السودان، حيث أطلع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرئيس ترامب على التطورات وطلب منه التدخل خلال قمة البيت الأبيض.
وتعمل اللجنة الرباعية المكونة من السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة على اقتراح هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يتبعها وقف دائم لإطلاق النار وفترة انتقالية مدتها تسعة أشهر.
أدوات الضغط الأمريكية
يشير المستشار الإعلامي السابق مكي المغربي إلى أن ترامب قد يستخدم ضغوطاً وحوافز مختلفة، بما في ذلك فرض عقوبات على الدول أو الشخصيات المتورطة في الصراع، مع ضرورة تعليق العقوبات الأمريكية عن الرموز السيادية السودانية.
التحديات على الأرض
رغم الجهود الدبلوماسية، تشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع تدعي قبول الهدنة لكنها تواصل القتال، بينما رفضت القوات المسلحة السودانية الاقتراح، مما يجعل تحقيق تقدم ملموس أمراً صعباً.
يؤكد ديفيد شين، السفير الأمريكي السابق في إثيوبيا، أن المفاوضات اليومية لا تزال في يد المبعوث الأمريكي، بينما يوجه ترامب السياسة العامة تجاه السودان.
خلاصة قطرية
من وجهة نظر قطرية، يمثل التدخل الأمريكي المباشر فرصة لتخفيف المعاناة الإنسانية وإعادة توجيه الاهتمام الدولي نحو الأزمة السودانية. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يتطلب تنسيقاً إقليمياً ودولياً فعالاً، وهو ما تتمتع دولة قطر بخبرة واسعة فيه من خلال دورها كوسيط في النزاعات الإقليمية.